تحسين الإنتاجية

يعتمد تحسين الانتاجية على إيجاد نظم وحلول جديدة تهدف إلى استغلال الموارد المتاحة ومدخلات الإنتاج لتحقيق أكبر قدر من الطاقات الإنتاجية بأعلى جودة في أفضل وقت وبأقل تكاليف ممكنة ، وتضم برامج تحسين الانتاجية حزمة متكاملة من الاجراءات التي تساهم في تحقق أعلى استفادة من الوضع الحالي للمنشأة الصناعية من العاملين والآلات والخبرات، وتساهم تلك الاجراءات في تطبيق طرق الادارة الحديثة في منظومة الانتاج و توفير الوقت وخفض تكلفة التصنيع وتطبيق أساليب الإدارة المرئية والتصنيع الرشيق وغيرها من الخدمات التي تؤدي إلى رفع الطاقات الإنتاجية المتاحة داخل المنشآت الصناعية.

وسنتناول حزمة إجراءات تحسين الإنتاج تباعاً:

الخطوة1: - تطبيق مفاهيم الإدارة والتحكم المرئي وأسلوب تنظيم بيئة العمل

يساعد تطبيق مفاهيم وأدوات الإدارة والمتابعة والتحكم المرئي واسلوب تنظيم بيئة العمل المصانع في تطبيق مستويات أعلى من العمل ويجنبها المشاكل والصعوبات والتعقيد في المستقبل.

إذ تعتمد العديد من الشركات الصناعية على أنشطة التحسين المستمر للحفاظ على موقعها التنافسي، وهنا يتم النظر إلى الاتصالات الفعالة كعامل أساسي في تسهيل توافق جهود التحسين المستمر مع استراتيجية الشركة؛ حيث ازداد عدد الشركات الصناعية التي تجتهد للتأكد من وجود الاتصالات الداخلية الفعالة بسبب ضغوط الوقت والحاجة إلى توظيف المعلومات الاستراتيجية باستمرار، وهنا توفر الإدارة المرئية الوسيلة المناسبة لدعم التحويل الفعال للمعلومات، فالإدارة المرئية ترتبط ارتباطًا وثيقًا بالتحسين المستمر، فهي تهتم بتوفير رؤية مشتركة حول ماهية الشيء الذي ينبغي تحسينه والطريقة التي ينبغي بها تنفيذ التحسينات، فالإدارة المرئية باعتبارها أحد العناصر الداخلية  تساعد على جعل المشاكل مرئية للجميع خلال العمل، بحيث يمكن أخذ الإجراءات التصحيحية في الوقت الحقيقي، ومن ثم تقليل فرص ظهور المشاكل المشابهة في المستقبل.

ولشرح الفكرة السابقة بشكل أوضح يمكن القول إنه يوجد في كل نظام ثلاث مجموعات أساسية للتدفق وهي: (تدفق المواد، تدفق المعلومات، تدفق النقود)، وهنا تُعتبر الإدارة المرئية هي أفضل أداة للتعامل مع تدفق المعلومات في أماكن العمل؛ حيث على الشركات أن تتعامل مع المواقف الطارئة وتتخذ قرارات استثنائية في أقصر فترات زمنية في كل من المجالات الاستراتيجية والتشغيلية، وعليه، تُعد القدرة على تحويل المعلومات إلى قوة تفاوضية وسرعة اتخاذ القرار من العوامل الحاسمة للنجاح. في هذا السياق، اتضح أن العرض المرئي والمعلومات المجمعة التي يمكن الوصول إليها على الفور له أهمية كبيرة حيث يساعد على توفير البيانات اللازمة لصانعي القرار، كما أن الوصول في الوقت الفعلي إلى جميع البيانات والمعلومات الخاصة بالمشروع يسمح بالكشف المبكر عن المخاطر مما يقلل من الحاجة إلى القيام بأنشطة استكشاف الأخطاء واصلاحها بشكل متكرر.

وتشير الدراسات المتخصصة بالعمليات الإنتاجية إلى عدد كبير من الفوائد الناتجة عن التطبيق الناجح للتحسين المستمر ومن هذه الفوائد ما يلي:

• تحسين إدارة الموارد: حيث يمكن لتطبيق أدوات التحسين المستمر أن يساعد في استخدام موارد محدودة بشكل أكثر فعالية.
• زيادة رضا العملاء: حيث تساعد أدوات التحسين المستمر في تحديد العمليات الرئيسة التي تسبب عدم رضا العملاء، ومن ثم تسعى إلى تحسين المنتجات.
• تقليل التكاليف: من خلال القضاء على العمليات وتدفقات العمل الخاطئة.
• تقليل وقت الإعداد (Lead Time)، تحسين مشاركة العاملين، تعزيز تمكين العاملين.
• تحسين الاتصالات: وهنا يساعد استخدام لوحات الإدارة المرئية (أو لوحات كايزن المرئية) في الحصول على تغذية عكسية بناءة وشفافة.
• تحسين السلامة، وتحسين جودة الخدمات والمنتجات، زيادة رضا العاملين، تحسين العائد من خلال استخدام الموارد المحددة بشكل أكثر فعالية وتقليل الأنشطة التي لا تضيف أي قيمة لتحسين الإنتاجية.